قطاع العقار يجتذب الأميرات شقيقات الملك محمد السادس.. وباريس أكبر فضاء لمعاملاتهن في القطاع

يشكل قطاع العقار أحد أبرز مجالات الاستثمار التي تنشط فيها الأميرات شقيقات الملك محمد السادس، سواء داخل المغرب أو خارجه، مع تسجيل حضور لافت لهن في السوق العقارية الفرنسية، وخاصة في العاصمة باريس، حيث تُقدَّر قيمة بعض المعاملات بعشرات ملايين الأوروهات.

ووفق ما أورده تقرير لصحيفة "Challenges" الفرنسية، أمس الاثنين، فإن باريس تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى فضاء رئيسي لعدد من العمليات العقارية التي شملت اقتناء شقق فاخرة، ومبان سكنية، وعقارات ذات طابع تاريخي في أحياء راقية، لا سيما في الدائرتين 16 و7، من طرف شقيقات العاهل المغربي.

وحسب المصدر نفسه، تتصدر الأميرة للا مريم، البالغة من العمر 62 سنة، والإبنة الكبرى للملك الراحل الحسن الثاني، هذه الاستثمارات، حيث ارتبط اسمها بعدة معاملات عقارية في الدائرة السادسة عشرة من باريس، المصنفة ضمن أغلى المناطق السكنية في العاصمة الفرنسية، وذلك عبر شركتها العقارية "Unihold".

ومن بين أبرز هذه العمليات، يشير التقرير، اقتناء شقة "دوبلكس" فاخرة ضمن عمارات "والتر" الشهيرة، تمتد على مساحة تقارب 438 مترا مربعا، إضافة إلى نحو 260 مترا مربعا من الشرفات والحديقة، وقد عُرضت بسعر ناهز 15.1 مليون أورو، قبل إعادة طرحها للبيع بعد فترة قصيرة من طرف الأميرة.

وإلى جانب ذلك، يضيف التقرير، أن الأميرة للا مريم سبق أن باعت شقتين في منطقة "المثلث الذهبي" بباريس، كانت قد اقتنتهما سنتي 2019 و2020، مقابل حوالي 15.3 مليون أورو، إضافة إلى احتفاظها بعقار آخر في الدائرة السادسة عشرة اشترته سنة 2005 بنحو 2.7 مليون أورو.

وحسب تقرير صحيفة "تشالانج" لا يقتصر النشاط العقاري على الأميرة للا مريم، إذ تبرز كذلك الأميرة للا حسناء كفاعل نشيط في هذا المجال، خاصة منذ سنة 2020، من خلال اعتماد صيغة الشركات المدنية العقارية، عبر شركة مدنية عقارية "SCI" أُحدثت خصيصا لتدبير ممتلكاتها في فرنسا.

وتمتلك الأميرة للا حسناء، وفق المصدر ذاته، عقارات متعددة في باريس، من بينها مبنى سكني تاريخي صغير يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر في الدائرة السادسة عشرة، تُقدَّر قيمته بحوالي 7.7 ملايين أورو، وهو مسجل بدوره ضمن أصول الشركة المدنية العقارية.

كما أن الأميرة نفسها اقتنت خلال السنوات الخمس الأخيرة ما مجموعه خمس شقق في العاصمة الفرنسية، من بينها شقة سنة 2023 على رصيف "أورساي" مقابل نحو 5 ملايين أورو، وأخرى سنة 2024 قرب جادة "فوش" بقيمة تقارب 6.8 ملايين أورو.

كما لفت التقرير إلى أن من بين المساهمين في الشركة المدنية العقارية للأميرة للا حسناء، ابنتاها، اللتان تزوران العاصمة الفرنسية بانتظام، من بينهما، الأميرة أميمة التي اتخذت من باريس مقرا لعلامتها في المجوهرات "Ashaha"، قرب جادة "مونتين".

أما الأميرة للا أسماء، الشقيقة الثالثة للملك محمد السادس، فقد ارتبط اسمها بدورها باقتناء شقتين سكنيتين في الدائرة السابعة من باريس خلال سنة 2010، مقابل مبلغ إجمالي قُدِّر بنحو 10 ملايين أورو، في منطقة قريبة من ساحة "شامب دو مارس"، وفق ما جاء في تقرير الصحيفة الفرنسية.

كما نقل التقرير في السياق نفسه عن تحقيق سابق لموقع "لوديسك" المغربي  معلومات عن استثمار الأمريتين حسناء وأسماء في عقارات تجارية في فرنسا، حيث استحوذتا في نهاية 2019 على نحو عشرة قطع أرضية، مؤجَّرة في معظمها لسلسلة متاجر "Aldi"، مقابل ما يقرب من 20 مليون يورو.

وفق قراءات خبراء العقار، فإن هذه المعاملات العقارية تتم في الغالب في أحياء ذات قيمة مضافة عالية، حيث تتجاوز أسعار المتر المربع في بعض المناطق الراقية بباريس 10 آلاف أورو، ما يعكس توجها نحو أصول مستقرة ومرتفعة القيمة تُدار عبر شركات استثمارية متخصصة.